الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ }

قوله: { لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً }: في " مِنْ " هذه أقوالٌ، أحدها: أنها بمعنى بَدَل أي: لَجَعَلْنا بَدَلكم. ومنه أيضاًأَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } [التوبة: 38] أي بَدَلَها. وأنشد:
4005 ـ أخَذُوا المَخاضَ من الفَصيل غُلُبَّةً   ظُلْماً ويُكْتَبُ للأمير إفالا
وقال آخر:
4006 ـ جارِيَةٌ لم تَأْكُلِ المُرَقَّقَا   ولم تَذُقْ من البُقولِ الفُسْتقا
والثاني: - وهو المشهورُ - أنها تبعيضِيَّةٌ. وتأويلُ الآية عندهم: لَوَلَّدْنا منكم يا رجالُ ملائكةً في الأرض يَخْلُفونكم كما يَخْلُفكم أولادُكم، كما وَلَّدْنا عيسى مِنْ أنثى دونَ ذكرٍ، ذكره الزمخشري. والثالث: أنها تبعيضيَّةٌ. قال أبو البقاء: " وقيل: المعنى: لَحَوَّلْنا بعضَكم ملائكةً ". وقال ابن عطية: " لَجَعَلْنا بَدَلاً مِنْكم ".