الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ }

قوله: { إِذَا جَآءَنَا }: قرأ أبو عمروٍ والأخوان وحفصٌ " جاءنا " بإسنادِ الفعلِ إلى ضميرٍ مفردٍ يعودُ على لفظ " مَنْ " وهو العاشي، وحينئذٍ يكونُ هذا ممَّا حُمِل فيه على اللفظ ثم على المعنى، ثم على اللفظ، فإنَّه حُمِلَ أولاً على لفظِها في قوله: " نُقَيِّضْ له " " فهو له " ، ثم جُمِع على معناها في قوله: " وإنَّهم ليَصُدُّونهم " و " يَحْسَبون أنهم " ، ثم رَجَعَ إلى لفظِها في قوله: " جاءنا " ، والباقون " جاءانا " مُسْنداً إلى ضميرِ تثنيةٍ، وهما العاشي وقَرينُه.

قوله: " بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ " قيل: أراد المشرقَ والمغربَ، فغلَّبَ كالعُمَرَيْن والقَمَرَيْن. وقيل: أراد بمَشْرِقَيْ الشمسِ مَشْرِقَها في أقصرِ يومٍ ومَشْرِقَها في أطولِ يومٍ. وقيل: بُعْدَ المَشْرِقَيْن من المَغْرِبَيْن.

قوله: " فبِئْسَ القَرينُ " مخصوصُه محذوفٌ أي: أنت.