الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ }

قوله: { لِبُيُوتِهِمْ }: بدلُ اشتمالٍ بإعادةِ العاملِ. واللامان للاختصاص. وقال ابنُ عطية: الأُوْلى للمِلْك، والثانية للتخصيص. ورَدَّه الشيخ: بأنَّ الثاني بدلٌ فيُشترط أَنْ يكونَ الحرفُ متحدَ المعنى لا مختلفَه. وقال الزمخشري: " ويجوزُ أَنْ يكونا بمنزلة اللامَيْن في قولك: " وَهَبْتُ له ثوباً لقميصِه ". قال الشيخ " ولا أدري ما أراد بقولِه هذا "؟ قلت: أراد بذلك أن اللامَيْن للعلة أي: كانت الهِبَةُ لأجلك لأجلِ قميصِك، فـ " لقميصك " بدلُ اشتمالٍ بإعادة العاملِ بعينه، وقد نُقِلَ أنَّ قولَه:وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ } [الأنعام: 84] أنها للعلة.

قوله: " سُقُفا " قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح السين وسكون القاف بالإِفراد على إرادةِ الجنسِ. والباقون بضمتين على الجمعِ كرُهُن في جمع رَهْن. وفي " رُهُن " تأويلٌ لا يمكنُ هنا: وهو أَنْ يكونَ جَمْعَ " رِهان " جَمْعَ رَهْن؛ لأنه لم يُسْمَعْ سِقاف جمع سَقْف. وعن الفراء أنه جمع سقيفة فيكون كصحيفة وصُحُف. وقُرئ " سَقَفاً " بفتحتين لغةً في سَقْف، وسُقوفاً بزنة فَلْس وفُلوس. وأبو رجاء بضمة وسكون.

و " مِنْ فِضَّة " يجوز أن يتعلَّق بالجعل، وأن يتعلق بمحذوف صفة لسُقُف. وقرأ العامَّة " معارِجَ " جمع مَعْرَج وهو السُّلَّم. وطلحة " معاريج " جمع مِعْراج، وهذا كمفاتِح لمَفْتَح، ومفاتيح لمفتاح.