الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

قوله: { فَيَظْلَلْنَ }: العامَّةُ على فتحِ اللامِ التي هي عينٌ، وهو القياسُ؛ لأنَّ الماضيَ بكسرِها، تقول: ظَلِلْتُ قائماً. وقرأ قتادةُ بكَسْرِها، وهو شاذٌ نحو: حَسِب يَحْسِب وأخواتِه وقد تقدَّمَتْ... وقال الزمخشري: " مِنْ ظَلَّ يَظَلُّ ويَظِلُّ، نحو: ضَلَّ يَضَلُّ ويَضِلُّ ". قال الشيخ: " وليس كما ذَكر؛ لأنَّ يَضَلُّ بفتح العين مِنْ ضَلِلْتُ بكسرِها في الماضي، ويَضِلُّ بالكسر مِنْ ضَلَلْتُ بالفتحِ وكلاهما مَقيسٌ " يعني أنَّ كلاً منهما له أصلٌ يَرْجِعُ إليه بخلافِ " ظَلَّ " فإنَّ ماضيَه مكسورُ العينِ فقط.

والنون اسمُها، " ورَواكدَ " خبرُها. ويجوزُ أَنْ تكونَ " ظَلَّ " هنا بمعنى صار؛ لأنَّ المعنى ليس على وقتِ الظُّلول وهو النهارُ فقط، وهو نظيرُ: " أين باتَتْ يدُه " من هذه الحيثيَّةِ. والرُّكودُ: الثبوتُ والاستقرارُ قال:
3976 ـ وقد رَكَدَتْ وسطَ السماءِ نجومُها   رُكوداً بوادِي الرَّبْرَبِ المتفرِّقِ