الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ }

قوله: { يَوْمَ ٱلتَّنَادِ }: قد تقدَّم الخلافُ/ في يائِه: كيف تُحذف وتُثْبَت؟ وهو مصدرُ " تَنادَى " نحو: تقاتَلَ تقاتُلاً. والأصلُ: تَنادُياً بضم الدالِ ولكنهم كسروها لتصِحَّ الياءُ. وقرأت طائفةٌ بسكون الدالِ إجراءً للوصل مُجْرى الوقفِ. وتنادَى القومُ أي: نادى بعضُهم بعضاً. قال:
3930 ـ تنادَوْا فقالوا أَرْدَتِ الخيلُ فارساً   فقُلْنا: عُبَيْدُ الله ذلكمُ الرَّدِي
وقال آخر:
3931 ـ تنادَوْا بالرحيلِ غَداً   وفي تَرْحالِهم نَفْسي
وقرأ ابن عباس والضحاك والكلبي وأبو صالح وابن مقسم والزعفراني في آخرين بتشديدِها، مصدرُ " تَنادَّ " مِنْ نَدَّ البعيرُ إذا هَرَبَ ونَفَرَ، وهو في معنى قولِه تعالى:يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } [عبس: 34] الآية. وفي الحديث: " إن للناسِ جَوْلةً يندُّون، يظنُّون أنهم يَجِدُون مهرباً " وقال أمية بن أبي الصلت:
3932 ـ وبَثَّ الخَلْقَ فيها إذ دَحاها   فهُمْ سُكَّانُها حتى التنادي