الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذاً لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً }

و { وَإِذاً }: حرفُ جوابٍ وجزاءٍ. وهل هذان المعنيان لازِمان لها، أو تكونُ جواباً فقط؟ قولان، الأول قول الشلوبين تَبَعاً لظاهر قول سيبويه. والثاني: قول الفارسي، فإذا قال القائل: " أزورُك غداً " فقلت: " إذن أكرمَك " فهي عنده جواب وجزاء، وإذا قلت " إذاً أظنَّك صادقاً " كانت حرفَ جواب فقط، وكأنه أخذ هذا من قرينة الحال، وقد تقدَّم أنها من النواصِب للمضارع بشروطٍ ذُكِرت. وقال أبو البقاء: " وإذَنْ جوابٌ ملغاةٌ " فظاهرُ هذه العبارةِ موافقٌ لقول الفارسي، وفيه نظرٌ، لأن الفارسيَّ لا يقول في مثلِ هذه الآية إنها جواب فقط، وكونُها جواباً يحتاجُ إلى شيءٍ مقدَّرٍ. قال الزمخشري: وإذن جوابٌ لسؤالٍ مقدَّرٍ كأنه قيل: وماذا يكون لهم بعد التثبيتِ أيضاً فقيل: لو تثبتوا لآتيناهم لأنَّ " إذَنْ " جوابٌ وجزاء. و " مِنْ لَدُنّا " فيه وجهان أظهرُهما: أنه متعلقٌ بـ " آتيناهم " والثاني: أنه متعلقٌ بمحذوف لأنه حالٌ من " أجراً "؛ لأنه في الأصل صفةُ نكرةٍ قُدِّمَتْ عليها، و " أجراً " مفعولٌ ثانٍ لـ " آتيناهم ".