الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً }

قوله تعالى: { رَأَيْتَ }: فيها وجهان، أحدُهما: أنها من رؤية البصر أي: مجاهرة وتصريحاً. والثاني: انها من رؤية القلب أي: " علمت " ، فـ " يصدُّون " في محل نصب على الحال القول الأول، وفي محلِّ المفعول الثاني على الثاني. و " صدوداً " فيه وجهان، احدهما: أنه اسم مصدر، والمصدر إنما هو الصدُّ، وهذا اختبار ابن عطية، وعزاه مكي للخليل بن أحمد. والثاني: انه مصدر بنفسه يقال: صد صَدًّاً وصُدوداً، وقال بعضُهم: " الصُّدود: مصدر " صَدَّ " اللازم، والصَّدُّ مصدر " صد " المتعدي، نحو:فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } [النمل: 24]، والفعل هنا متعدِّ بالحرف لا بنفسِه، فلذلك جاء مصدرُه على " فُعُول " لأنَّ فُعولاً غالباً للازم " وهذا فيه نظرٌ، إذ لقائلٍ أَنْ يقولَ: هو هنا متعد، غايةُ ما فيه أنه حَذَف المفعول أي: يَصُدُّون غيرهم - أو المتحاكمين عندك - صدوداً، وأمَّا فُعول فاء في المتعدي نحو: لزمه لُزوماً وفتنة فُتوناً.