الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْماً مُّبِيناً }

قوله تعالى: { انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ }: كيف منصوبٌ بـ " يَفْتَرون " وتقدَّم الخلافُ فيه، والجملةُ في محلِّ نصب بعد إسقاط الخافضِ، لأنها معلقةٌ لـ " انظر " و " انظر " يتعدَّى بـ " في " لأنَّها هنا ليست بصريةً. و " على الله " متعلقٌ بـ " يفترون " وأجاز أبو البقاء أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه حالٌ من " الكذب " قُدِّم عليه قال: " ولا يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بالكذبِ؛ لأنَّ معمولَ المصدرِ لا يقتدَّم عليه، فإنْ جُعِل على التبيين جاز " وجَوَّز ابنُ عطية أن تكونَ " كيف " مبتدأً، والجملةُ من قولِه " يفترون " الخبرُ، وهذا فاسدٌ لأنَّ " كيف " لا تُرْفَعُ بالابتداء، وعلى تقديرِ ذلك فأين الربطُ بينها وبين الجملةِ الواقعة خبراً عنها؟ ولم تكن نفسَ المبتدأ حتى تَسْتغني عن رابط. و " إثْماً " تمييزٌ، والضميرُ في " به " عائدٌ على الكذب، وقيل: على الافتراءِ، وجَعَله الزمخشري عائداً على زعمِهم، يعني مِنْ حيث التقديرُ.