الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ }

قوله تعالى: { مِّنَ ٱلْكِتَابِ }: فيه وجهان، أحدُهما: أنه متعلق بمحذوفٍ إذ هو صفةٌ لـ " نصيباً " فهو في محل نصب، والثاني: أنه متعلق بـ " أوتوا " أي: أوتوا من الكتابِ نصيباً. و " يَشْتَرُون " حالٌ وفي صاحبِها وجهان، أحدُهما: أنه واو " أوتوا " ، والثاني: أنه الموصولُ، وهي على هذا حالٌ مقدرة، والمُشْتَرَىٰ به محذوف أي: بالهُدى، كما صَرَّح به في مواضعَ. و " يريدون " عطفٌ على " يشترون ". وقرأ النخعي: " ويُريدون أَنْ تَضُلُّوا " بتاءِ الخطاب، والمعنى: وتريدون أيها المؤمنون أن تَدَّعوا الصوابَ/. وقرأ الحسن: " أن تُضِلُّوا " من " أضلَّ ". وقرىء: " أَنْ تُضَلُّوا السبيل " بضم التاء وفتح الضاد على ما لم يُسَمَّ فاعلُه. و " السبيل " مفعول به كقولك: " أخطأ الطريق " ، وليس بظرفٍ، وقيل: يتعدَّى بـ " عَنْ " تقول: " ضَلَلْتُ السبيل، وعن السبيل ".