قوله تعالى: { فَقَدْ سَأَلُواْ }: في هذه الفاءِ قولان، أحدهما: أنها عاطفةٌ على جملة محذوفة، قال ابن عطية: " تقديره: فلا تبال يا محمد بسؤالِهم وتشطيطهِم فإنها عادتُهم، فقد سألوا موسى أكبرَ من ذلك. والثاني: أنها جوابُ شرطٍ مقدر، قال الزمخشري أي: إنْ استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا " و " أكبَرَ " صفةٌ لمحذوف أي: سؤالاً أكبر من ذلك. والجمهور: " أكبرَ " بالباء الموحدة، وقراءة الحسن " أكثر " بالثاء المثلثة. وقوله: { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا } هذه الجملةُ مفسرةٌ لكبر السؤال وعظمته. و{ جَهْرَةً } [البقرة: 55] تقدَّم الكلام عليها، إلا أنه هنا يجوز أن تكون " جهرةً " من صفةِ القول أو السؤالِ أو مِنْ صفة السائلين أي: فقالوا مجاهرين أو: سألوا مجاهرين، فتكون في محلِّ نصبٍ على الحال أو على المصدر. وقرأ الجمهور " الصاعقةُ " وقرأ النخعي: " الصَّعْقةُ " وقد تقدم تحقيق ذلك في البقرة " وبظلمِهم " الباءُ فيه سببيةٌ، وتتعلق بالأخذ.