قوله تعالى: { كُلَّ ٱلْمَيْلِ }: نصبٌ على المصدرية، وقد تقرر أن " كل " بحسَبِ ما تُضاف إليه، إنْ أضيفت إلى مصدر كانت [مصدراً]، أو ظرفٍ أو غيره فكذلك. قوله: { فَتَذَرُوهَا } فيه وجهان، أحدهما: أنه منصوب بإضمارِ " أَنْ " في جواب النهي، والثاني: أنه مجزوم عطفاً على الفعل قبله أي: فلا تذروها، ففي الأول نَهْيٌ عن الجمع بينهما، وفي الثاني نهيٌ عن كلٍّ على حِدَتِه وهو أبلغُ، والضميرُ في " تَذَروها " يعود على المميلِ عنها لدلالة السياق عليها. قوله: { كَٱلْمُعَلَّقَةِ } حال من " ها " في " تَذَروها " فيتعلق بمحذوف أي: فتذروها مشبهةً المعلقة، ويجوز عندي أن يكون مفعولاً ثانياً لأن قولك: / " تذر " بمعنى " تترك " وتَرَكَ " يتعدَّى لاثنين إذا كان بمعنى صيَّر.