قوله تعالى: { بِٱلْحَقِّ }: في محلِّ نصبٍ على الحال المؤكِّدة فيتعلَّق بمحذوفٍ، وصاحبُ الحالِ هو الكتابُ أي: أنزلناه ملتبساً بالحق. و " لتحكمْ " متعلق بـ " أَنْزلنا " و " أراك " متعدٍّ لاثنين أحدهما العائدُ المحذوفُ، والثاني كافُ الخطابِ أي: بما أراكه الله. والإِراءَةُ هنا يجوزُ أن تكون من الرأي كقولك: " رأيتُ رَأْيَ الشافعي " أو من المعرفة، وعلى كلا التقديرين فالفعلُ قبلَ النقل بالهمزة متعدٍّ لواحد وبعدَه متعدٍّ لاثنين كما عَرَفْتَ. و " للخائنين " متعلِّق بـ " خصيماً " واللامُ للتعليلِ على بابها، وقيل: هي بمعنى " عن " ، وليس بشيء لصحة المعنى بدون ذلك. ومفعولُ " خصيماً محذوفٌ تقديرُه: " خصيماً البرآء " وخصيم يجوز ان يكون مِثالَ مبالغةٍ كضريب، وأن يكون بمعنى مُفاعِل نحو: خَلِيط وجَلِيس بمعنى مُخاصِم ومُخالط ومُجالِس.