والضمير في " فيهم " يعودُ على الضاربين في الأرض، وقيل: على الخائفين، وهما محتملان، والضميرُ في " وليأخذوا " الظاهر عَوْدُه على " طائفة " لقُربه منها، ولأنَّ الضمير في قوله { سَجَدُواْ } لها. وقيل: يعود على طائفة أخرى وهي التي تحرس المُصَلِّية. واختار الزجاج عَوْدَه على الجميع قال: " لأنه أَهْيَبُ للعدو ". والسلاح: ما يُقاتَل به وجمعُه أَسْلِحَة وهو مذكر، وقد يُؤَنَّث باعتبار الشوكة، قال الطرماح:
1650- يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً
يشكُّ بها منها غموضَ المَغَابِنِ
فأعاد الضميرَ عليه كضمير المؤنثة، ويقال: سِلاح كحِمار، وسِلْح كضِلْع، وسُلَح كصُرَد، وسُلْحان كسُلْطان نقله أبو بكر بن دريد والسَّلِيح نبت إذا رَعَتْه الإِبل سَمِنَتْ وغَزُرَ لبنُها، وما يُلْقيه البعير من جوفه يقال له " سُلاح " بزنة غُلام، ثم عُبِّر به عن كل عَذِرة حتى قيل في الحُبارى: " سِلاحُه سُلاحه ". قوله: { لَمْ يُصَلُّواْ } الجملة في محل رفع لأنها صفة لـ " طائفة " بعد صفةٍ، ويجوزُ أن يكونَ في محلِّ نصب على الحال؛ لأنَّ النكرة قبلها تخصَّصت بالوصف بأخرى. وقرأ الحسن: " فَلِتَقُمْ " بكسر لام الأمر، وهو الأصل. وقرأ أبو حيوة " وليأت " بناء على تذكير الطائفة. ورُوي عن أبي عمرو الإِظهار والإِدغامُ في " ولتأت طائفة " ووجوهُ هذه واضحة. وفي قوله { وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } مجازٌ حيث جعل الحِذْر - وهو معنى من المعاني- مأخوذاً مع الأسلحة فجَعَلَه كالآلة، وهو كقوله تعالى:{ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ } [الحشر: 9] في أحدِ الأوجه. وقد تقدَّم الكلامُ في " لو " الواقعةِ بعد{ وَدَّ } [الآية: 109] هنا وفي البقرة وقرئ " أَمْتِعاتِكم " وهو الشذوذِ من حيث إنه جمع الجمعِ كقولهم: أَسْقِيات وأَعْطِيات. وقوله: { أَن تَضَعُوۤاْ } كقولِه: { أَن تَقْصُرُواْ } وقد تقدم.