الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله: { حَآفِّينَ }: جمعُ حافّ، وهو المُحْدِقُ بالشيءِ، مِنْ حَفَفْتُ بالشيءِ إذا أَحَطْتُ به قال:
3906 ـ يَحُفُّه جانبا نِيْقٍ وتُتْبِعُهُ   مثلَ الزُّجاجةِ لم تُكْحَلْ من الرَّمَدِ
وهو مأخوذٌ من الحِفاف وهو الجانبُ. قال الشاعر:
3907 ـ له لَحَظاتٌ عن حِفافي سَرِيْرِه   إذا كرَّها فيها عقابٌ ونائل
وقال الفراء وتبعه الزمخشري: " لا واحدَ لـ حافِّين " وكأنهما رَأَيا أنَّ الواحدَ لا يكون حافًّا؛ إذِ الحُفُوْفُ هو الإِحداقُ بالشيء والإِحاطةُ به، وهذا لا يتحقَّق إلاَّ في جمعٍ.

قوله: " مِنْ حَوْلِ " في " مِنْ " وجهان أحدُهما - وهو قولُ الأخفش - أنها مزيدةٌ. والثاني: أنها للابتداءِ، والضميرُ في " بينهم " إمَّا للملائكةِ، وإمَّا للعبادِ، و " يُسَبِّحون " حالٌ من الضمير في " حافِّين ".