الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

قوله: { قُرْآناً عَرَبِيّاً }: فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أَنْ يكونَ منصوباً على المدح؛ لأنه لَمَّا كان نكرةً امتنع إتباعُه للقرآن. الثاني: أَنْ ينتصِبَ بـ " يتذكَّرون " أي: يتذكَّرون قرآناً. الثالث: أن ينتصبَ على الحال مِن القرآن على أنَّها حالٌ مؤكِّدةٌ، وتُسَمَّى حالاً موطئة لأنَّ الحالَ في الحقيقةِ " عربياً " و " قرآناً " توطئةٌ له نحو: " جاء زيدٌ رجلاً صالحاً ".BR> قوله: { غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } نعتٌ لـ " قرآناً " أو حالٌ أخرى. قال الزمخشري: " فإنْ قلتَ: فهلاَّ قيل: مستقيماً أو غيرَ مُعْوَج. قلت: فيه فائدتان، إحداهما: نفيُ أَنْ يكونَ فيه عِوَجٌ قط كما قال:وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } [الكهف: 1]. والثاني: أنَّ العِوَجَ يختصُّ بالمعاني دونَ الأعيان. وقيل: المرادُ بالعِوَجِ الشكُّ واللَّبْسُ ". وأنشد:
3893 ـ وقد أتاكَ يقينٌ غيرُ ذي عِوَجٍ   من الإِلهِ وقولٌ غيرُ مَكْذوبِ