الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ }

قوله: { تَجْرِي }: يجوزُ أَنْ تكونَ مُفَسِّرةً لقولِه: " سَخَّرْنا " ، وأَنْ تكونَ حالاً من الريح. والعامَّةُ على توحيد الريح، والمعنى على الجمعِ. وقرأ الحسن وأبو رجاء وأبو جعفر وقتادة " الرياح " و " رُخاءً " حالٌ مِنْ فاعل " تَجْري ". والرُّخاءُ: الليِّنَةُ مشتقةً من الرَّخاوة. ومعنى ذلك الطواعيةُ لأمْرِه.

قوله: " حيث " ظرفٌ لـ " تَجْري " أو لـ " سَخَّرْنا ". و " أصاب ": أراد بلغةِ حِمْير. وقيل: بلغة هَجَر. وعن [رجلين مِنْ أهل اللغة] أنهما خرجا يَقْصِدان رؤبة ليسألاه عن هذا الحرف. فقال لهما: أين تُصيبان؟ فعَرفاها وقالا: هذه بُغْيَتُنا. وأنشد الثعلبي على ذلك:
3872 ـ أصابَ الجوابَ فلمْ يَسْتَطِعْ   فأخْطا الجوابَ لدى المِفْصَلِ
/ أي: أراد الجوابَ. ويُقال: " أَصاب اللَّهُ بك خيراً " أي: أرده بك. وقيل: الهمزةُ في " أصاب " للتعديةِ مِنْ صابَ يَصُوْبُ أي: نَزَلَ، والمفعولُ محذوفٌ أي: أصاب جنودَه أي: حيث وجَّههم وجعلهم يصُوْبون صَوْبَ المطرِ.