الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ }

قوله: { مَسْحاً }: منصوبٌ بفعلٍ مقدر، وهو خبر " طَفِق " أي: فَطَفِق يَمْسَح مَسْحاً؛ لأنَّ خبرَ هذه الأفعالِ لا يكونُ إلاَّ مضارعاً في الأمر العام. وقال أبو البقاء وبه بَدأ: " مصدرٌ في موضعِ الحالِ ". وهذا ليس بشيء لأنَّ " طَفِقَ " لا بُدَّ لها مِنْ خبر.

وقرأ زيد بن علي: " مِساحاً " بزنةِ قِتال. والباءُ في " بالسُّوْق " مزيدةٌ، مِثْلُها في قولِه:وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ } [المائدة: 6]. وحكى سيبويه " مَسَحْتُ رأسَه وبرأسِه " بمعنًى واحدٍ. ويجوز أن تكونَ للإِلصاق كما تقدَّم تقريرُه. وتقدَّم هَمْزُ السُّؤْق وعدمُه في النمل. وجعل الفارسي الهمزَ ضعيفاً. وليس كما قال؛ لِما تقدَم من الأدلة. وقرأ زيد بن عليّ " بالساق " مفرداً اكتفاءً بالواحدِ لعَدمِ اللَّبْسِ كقولِه:
3869 ـ...................................   ........................ وأمَّا جِلْدُها فصَلِيْبُ
وقولِه:
3870 ـ كلُوا في بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا   .........................................
وقولِه:
3871 ـ...................................   في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجيْنا
وقال الزمخشري: " فإنْ قلتَ: بمَ اتَّصَلَ قولُه: " رُدُّوها عليَّ "؟ قلت: بمحذوفٍ تقديرُه قال: " رُدُّوها " فأضمر، وأضمر ما هو جوابٌ له. كأنَّ قائلاً قال: فماذا قال سليمان؟ لأنه موضعٌ مُقتَضٍ للسؤالِ اقتضاءً ظاهراً ". قال الشيخ: " وهذا لا يُحتاجُ إليه؛ لأنَّ هذه الجملةَ مُنْدَرِجَةٌ تحت حكايةِ القولِ وهو: { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ }.