الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ }

قوله: { تِسْعٌ وَتِسْعُونَ }: العامَّةُ على كسر التاءِ، وهي اللغةُ الفاشيةُ. وزيد بن علي والحسن بفتحها فيهما، وهي لُغَيَّةٌ. وقرأ العامَّةُ " نَعْجة " بفتح النون، والحسن وابن هرمز بكسرها. قيل: وهي لغةٌ لبعضِ بني تميمٍ. وكَثُرَ في كلامِهم الكنايةُ بها عن المرأةِ قال ابنُ عَوْنٍ:
3858 ـ أنا أبُوْهُنَّ ثلاثٌ هُنَّهْ   
رابِعَةٌ في البيتِ صُغْراهُنَّهْ   
ونَعْجتي خَمْساً تُوَفِّيْهِنَّهْ   
وقال آخر:
3859 ـ هما نَعْجَتان مِنْ نِعاج تَبالَةٍ   لَدى جُؤْذُرَيْنِ أو كبعضٍ دُمَى هَكِرْ
وقوله: " وعَزَّني " أي: غَلَبني. قال الشاعر:
3860 ـ قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فباتَتْ   تُجاذِبُهُ وقد عَلِقَ الجَناحُ
يقال: عَزَّهُ يَعُزُّه بضمِّ العينِ وتقدَّم تحقيقُه في سورة يس. وقرأ طلحة وأبو حيوة " وَعَزَني " بالتخفيف. قال ابن جني: " حَذْف الزاي الواحدةِ تخفيفاً. كما قال:
3861 ـ...........................   أَحَسْنَ به فهنَّ إليه شُوْسُ
يريد: أَحْسَسْنَ " ، فحذف. وتُرْوَى هذه قراءةً عن عاصم. وقرأ عبد الله والحسن وأبو وائل ومسروق والضحاك " وعازَّني " بألفٍ مع تشديد الزاي، أي: غالبني.