الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ }

و " ضَرْباً " مصدرٌ واقعٌ موقعَ الحالِ أي: فراغ عليهم ضارِباً أو مصدرٌ لفعلٍ، ذلك الفعلُ/ حالٌ تقديرُه: فراغَ يَضْرِب ضَرْباً، أو ضَمَّن " راغَ " معنى يَضْرِبُ، وهو بعيدٌ. و " باليمينِ " متعلِّقٌ بـ " ضَرْباً " إن لم نجعَلْه مؤكِّداً وإلاَّ فبعامِلِه. واليمينُ: يجوزُ أن يُرادَ بها إحدى اليدين وهو الظاهرُ، وأنُ يُرادَ بها القوةُ، فالباءُ على هذا للحالِ أي: مُلْتبساً بالقوةِ، وأَنْ يُراد بها الحَلْفُ وفاءً بقولِه:وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ } [الأنبياء: 57]. والباءُ على هذا للسببِ. وعَدَّى " راغ " الثاني بـ " على " لَمَّا كان مع الضَرْبِ المُسْتَوْلي عليهم مِنْ فَوقِهم إلى أسفلِهم بخلافِ الأولِ فإنه مع توبيخٍ لهم، وأتى بضميرِ العقلاء في قولِه " عليهم " جَرْياً على ظنِّ عَبَدَتها أنها كالعقلاءِ.