الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ }

قوله: { بَيْضَآءَ }: صفةٌ لـ " كَأْس ". وقال الشيخ: " صفةٌ لـ كأس أو للخمرِ ". قلت: لم تُذْكَرِ الخمرُ، اللَّهم إلاَّ أَنْ يَعْنيَ بالمَعين الخمرَ وهو بعيدٌ جداً.

وقرأ عبد الله " صفراءَ " وهي مخالِفَةٌ للسَّواد، إلاَّ أنه قد جاء وَصْفُها بهذا اللونِ. وأنشد لبعض المُوَلَّدين:
3793 ـ صَفْراءُ لا تَنْزِلُ الأحزانُ ساحتَها   لو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتْه سَرَّاءُ
و " لَذَّةٍ " صفةٌ أيضاً. وُصِفَتْ بالمصدرِ مبالغةً أو على حَذْفِ المضاف أي: ذات لذةٍ، أو على تأنيثِ لَذّ بمعنى لذيذ فيكون وصفاً على فَعْل كصَعْبٍ. يُقال: لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذَّاً فهو لَذيذ ولَذٌّ. وأنشد:
3794 ـ بحديثِها اللَّذِّ الذي لو كَلَّمَتْ   أُسْدَ الفَلاةِ به أَتَيْنَ سِراعا
وقال آخر:
3795 ـ ولَذٍّ كطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تَرَكْتُه   بأَرضِ العِدا مِنْ خَشْيَةِ الحَدَثانِ
واللذيذُ: كلُّ شيءٍ مُسْتَطابٍ. وأُنْشِد:
3796 ـ تَلَذُّ لِطَعْمِه وتَخالُ فيه   إذا نَبَّهْتَها بعدَ المَنامِ
و " للشاربين " صفةٌ لـ " لَذَّةٍ ".