الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَٱسْتَبَقُواْ ٱلصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ }

قوله: { فَٱسْتَبَقُواْ }: عطفٌ على " لَطَمَسْنا " وهذا على سبيل الفَرَضِ والتقديرِ. وقرأ عيسى " فاسْتَبِقوا " أمراً، وهو على إضمارِ القول أي: فيُقال لهم: اسْتَبِقَوا. و " الصِّراطَ " ظرفُ مكانٍ مختصٍ عند الجمهور؛ فلذلك تَأوَّلوا وصولَ الفعل إليه: إمَّا بأنَّه مفعولٌ به مجازاً، جعله مسبوقاً لا مسبوقاً إليه، وتَضَمَّنَ " اسْتَبَقُوا " معنى بادَرُوا، وإمَّا على حَذفِ الجارِّ أي: إلى الصِّراط. وقال الزمخشري: " منصوب على الظرف، وهو ماشٍ على قولِ ابن الطَّراوة؛ فإن الصراط والطريق ونحوَهما ليسَتْ عنده مختصَّةً. إلاَّ أنَّ سيبويهِ: على أن قوله:
3787 ـ لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ   فيه كما عَسَلَ الطريقَ الثعلبُ
ضرورةٌ لنصبه الطريقَ ".