الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }

قوله: { سَلاَمٌ }: العامَّةُ على رفعِه. وفيه أوجهٌ، أحدها: ما تقدَّم مِنْ كونِه خبرَ " ما يَدَّعون ". الثاني: أنه بدلٌ منها، قاله الزمخشري. قال الشيخ: " وإذا كان بدلاً كان " ما يَدَّعُون " خصوصاً، والظاهر أنَّه عمومٌ في كلِّ ما يَدَّعُونه. وإذا كان عموماً لم يكن بدلاً منه ". الثالث: أنه صفةٌ لـ " ما " ، وهذا إذا جَعَلْتَها نكرةً موصوفةً. أمَّا إذا جَعَلْتَها بمعنى الذي أو مصدريةً تَعَذَّر ذلك لتخالُفِهما تعريفاً وتنكيراً. الرابع: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هو سلامٌ. الخامس: أنه مبتدأٌ خبرُه الناصبُ لـ " قَوْلاً " أي: سلامٌ يُقال لهم قولاً. وقيل: تقديرُه: سلامٌ عليكم. السادس: أنه مبتدأٌ، وخبرُه " مِنْ رَبٍ ". و " قولاً " مصدرٌ مؤكدٌ لمضمونِ الجملةِ، وهو مع عاملِه معترضٌ بين المبتدأ والخبر.

وأُبَيٌّ وعبد الله وعيسى " سَلاماً " بالنصب. وفيه وجهان، أحدهما: أنه حالٌ. قال الزمخشري: " أي: لهمْ مُرادُهُمْ خالصاً ". والثاني: أنه مصدرُ يُسَلِّمون سلاماً: إمَّا من التحيةِ، وإمَّا من السَّلامة. و " قَوْلاً " إمَّا: مصدرٌ مؤكِّدٌ، وإمَّا منصوبٌ على الاختصاصِ. قال الزمخشري: " وهو الأَوْجَهُ ". و " مِنْ رَبٍّ " إمَّا صفةٌ لـ " قَوْلاً " ، وإمَّا خبرُ " سَلامٌ " كما تقدَّم. وقرأ القَرَظِيُّ " سِلْمٌ " بالكسرِ والسكونِ. وتقدَّم الفرق بينهما في البقرة.