الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }

قوله: { جَنَّاتُ عَدْنٍ }: يجوزُ أَنْ يكونَ مبتدأً، والجملةُ بعدها الخبرُ، وأن يكونَ بدلاً مِن " الفضلُ " قاله الزمخشري وابنُ عطية. إلاَّ أنَّ الزمخشريَّ اعترض وأجاب فقال: " فإن قلتَ: كيف جَعَلْتَ قوله: " جنات عدنٍ " بدلاً من " الفضل " الذي هو السَّبْقُ بالخيرات المشارُ إليه بـ " ذلك "؟ قلت: لَمَّا كان السببَ في نيل الثواب نُزِّل منزلةَ المُسَبَّب، كأنه هو الثواب، فَأَبْدَل عنه " جناتُ عدن ".

وقرأ رزين والزهري " جَنَّةُ " مفرداً. والجحدري " جناتِ " بالنصب على الاشتغال، وهي تؤيِّدُ رَفْعَها بالابتداء. وجوَّز أبو البقاء أن يكونَ " جناتُ " بالرفع خبراً ثانياً لاسم الإِشارة، وأن يكون خبرَ مبتدأ محذوفٍ. وتقدَّمت قراءةُ " يَدْخُلونها " مبنياً للفاعل أو المفعول وباقي الآية في الحج.