الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ }

قوله: { بِٱلْحَقِّ }: يجوزُ فيه أوجهٌ، أحدُها: أنه حالٌ من الفاعلِ أي: أَرْسلناك مُحِقِّين، أو من المفعولِ أي: مُحِقًّا، أو نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ أي: إرسالاً مُلْتَبِساً بالحق، أو متعلقٌ بـ بشير ونذير. قال الزمخشري: " على: بشيراً بالوعدِ الحقِّ، ونذيراً بالوعيد الحق " قال الشيخ: " ولا يمكن أَنْ يتعلَّقَ " بالحق " هذا بـ " بشير ونذير " معاً، بل ينبغي أَنْ يُتَأوَّل كلامُه على أنه أراد أنَّ ثَمَّ محذوفاً. والتقدير: بشيراً بالوعد الحق، ونذيراً بالوعيد الحق ". قلت: وقد صرَّحَ الرجلُ بهذا.

قوله: { إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } خبر " مِنْ أمةٍ " وحَذَفَ مِنْ هذا ما أثبته في الأول؛ إذ التقديرُ: إلاَّ خَلا فيها نذيرٌ وبشير.