الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }

قوله: { أَلِيمٌ }: قرأ ابن كثير وحفص هنا، وفي الجاثية، " أليمٌ " بالرفع. والباقون بالخفض. فالرفعُ على أنه نعتٌ لـ " عذاب " والخفضُ على أنه نعتٌ لـ " رِجْز " إلاَّ أن مكيَّاً ضَعَّفَ قراءةَ الرفعِ واستبعدها قال: " لأنَّ الرِّجْزَ هو العذابُ فيصير التقديرُ: عذابٌ أليمٌ مِنْ عذاب، وهذا معنى غيرُ متَمكِّنٍ ". قال: " والاختيارُ خفضُ " أليم " لأنه أصَحُّ في التقدير والمعنى؛ إذ تقديرُه: لهم عذاب مِنْ عذاب أليم، أي:هذا الصنفُ مِنْ أصنافِ العذابِ لأنَّ العذابَ بعضُه آلمُ مِنْ بعض ". قلت: وقد أُجيبَ عَمَّا قاله مكيٌّ: بأنَّ الرِّجْزَ مُطلق العذاب، فكأنه قيل لهم: هذا الصنفُ من العذابِ من جنسِ العذاب. وكأن أبا البقاءِ لَحَظَ هذا حيث قال: " وبالرفعِ صفةً لـ عذاب، والرِّجْزُ مُطْلَقُ العذابِ ".

قوله: " والذين سَعَوْا " يجوز فيه وجهان، أظهرهما: أنها مبتدأٌ و " أولئك " وما بعده خبرُه. والثاني: أنه عطفٌ على الذين قبلَه أي: ويَجْزي الذين سَعَوْا، ويكون " أولئك " الذي بعده مستأنفاً، و " أولئك " الذي قبله وما في حَيِّزه معترضاً بين المتعاطفَيْن.