قوله: { وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ }: يجوزُ في " مَنْ " وجهان. أحدهما: أنها شرطيةٌ في محلِّ نصبٍ بما بعدها.
وقوله: { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ } جوابُها. والمعنى: مَنْ طَلَبْتَها من النسوةِ اللاتي عَزَلْتَهُنَّ فليس عليك في ذلك جُناحٌ. الثاني: أَنْ تكونَ مبتدأةً. والعائدُ محذوفٌ. وعلى هذا فيجوزُ في " مَنْ " أَنْ تكونَ موصولةً، وأنْ تكونَ شرطيةً و { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ } خبرٌ أو جوابٌ أي: والتي ابتَغَيْتَها. ولا بُدَّ حينئذٍ مِنْ ضميرٍ راجعٍ إلى اسم الشرط من الجوابِ أي: في ابتغائِها وطَلَبها. وقيل: في الكلامِ حذفُ معطوفٍ تقديرُه: ومَنِ ابتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ ومَنْ لم تَعْزِلْ سواءٌ لا جُناح عليك كما تقول: مَنْ لَقِيَكَ مِمَّن لم يَلْقَك جميعُهم لك شاكرٌ. تريد: مَنْ لَقِيَكَ ومَنْ لم يَلْقَكَ. وهذا فيه إلغازٌ.
قوله: " ذلك " أي: التفويضُ إلى مَشيئتِك أقربُ إلى قرَّة أعينِهنَّ.
والعامَّةُ " تَقَرَّ " مبنياً للفاعل مُسْنداً لـ " أَعْيُنُهُنَّ ". وابنُ محيصن " تُقِرَّ " مِنْ أَقَرَّ رباعياً. وفاعلُه ضمير المخاطب. " أعينَهُنَّ " نصبٌ على المفعولِ به. وقُرِئ " تُقَرَّ " مبنياً للمفعول. " أعينهُنَّ " رفعٌ لقيامِه مَقامَ الفاعل. وقد تَقَدَّم معنى " قُرَّة العين " في مريم.
قوله: " كلُّهن " العامةُ على رفعِه توكيداً لفاعلِ " يَرْضَيْن ". وأبو أناس بالنصب توكيداً لمفعولِ " آتيتهُنَّ ".