قوله: { لِّيَرْبُوَ }: العامَّةُ على الياءِ مِنْ تحتُ مفتوحةً، أسند الفعلَ لضمير الرِّبا أي: ليزدادَ. ونافع بتاءٍ مِنْ فوقُ مضمومةً خطاباً للجماعة. فالواوُ على الأولِ لامُ كلمة، وعلى الثاني كلمةُ ضميرٍ لغائبين. وقد تقدَّمتْ قراءتا " آتيتم " بالمدِّ والقصرِ في البقرة. قوله: " المُضْعِفُون " أي: أصحابُ الأضعاف. قال الفراء: " نحو مُسْمِن، ومُعْطِش أي: ذي إبِل سمانٍ وإبل عِطاش ". وقرأ أُبَيُّ بفتح العين، جعله اسمَ مفعولٍ. وقوله: " فأولئك هم " قال الزمخشري: " التفاتٌ حسن، كأنه [قال] لملائكتِه: فأولئك الذين يريدون وجهَ اللَّهِ بصدقاتِهم هم المُضْعِفون. والمعنى: هم المُضْعِفُون به؛ لأنه لا بُدَّ مِنْ ضميرٍ يَرْجِعُ إلى ما " انتهى. يعني أنَّ اسم الشرط متى كان غيرَ ظرفٍ وَجَبَ عَوْدُ ضميرٍ من الجواب عليه. وتقدَّم ذلك في البقرة عند قوله:{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ } [البقرة: 97] الآية. ثم قال: ووجهٌ آخرُ: وهو أَنْ يكونَ تقديرُه: فَمُؤْتُوْه فأولئك هم المُضْعَفُون. والحَذْفُ لِما في الكلامِ مِن الدليلِ عليه. وهذا أسهلُ مَأْخَذاً، والأولُ أمْلأُ بالفائدة ".