الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

قوله تعالى: { قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ }: أي: قل لهم. والعامةُ على إظهارِ لام " قُل " مع الصادِ، وقرأ أبان بن تغلب بإدغامِها فيه، وكذلك أدغمَ اللامَ في السين في قوله:قُلْ سِيرُواْ } [الأنعام: 11]، وسيأتي أنَّ حمزة والكسائي وهشاماً أَدْغموا اللامَ في السينِ مِنْ قوله تعالى:بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ } [يوسف: 18].

قال أبو الفتح: " علةُ ذلك فُشُوُّ هذين الحرفين في الفَمِ وانتشارُ الصوتِ المنَبثِّ عنهما فقارَبَتا بذلك مَخْرَجَ اللامِ فجازَ إدغامُها فيهما وهو مأخوذٌ من كلامِ سيبويه، فإنَّ سيبويه قال: " والإِدغامُ ـ يعني إدغامَ اللام مع الطاء والصاد وأخواتِهما ـ جائزٌ وليس ككثرتِه مع الراء، لأنَّ هذه الحروفَ تراخَيْن عنها وهي من الثنايا " قال: " وجوازُ الإِدغام لأن آخرَ مخرجِ الام قريبٌ من مَخْرجها. انتهى ". وقال أبو البقاء عبارةً توضِّح ما تقدَّم وهي: " لأن الصاد فيها انبساطٌ وفي اللام انبساطٌ، بحيث يتلاقى طرفاهما فصارا متقاربين " وقد تقدَّم إعراب قولِه:مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } [البقرة: 135] فأغنى عن أعادته.