الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }

قوله تعالى: { وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ }: { مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } فيه وجهان: أحدهما: أنها تبعيضية وهو الظاهر. والثاني: أنها لبيان الجنس، قاله ابن عطية، ويعني أن المرادَ بطائفة جميعُ أهل الكتاب. قال الشيخ: " وهو بعيدٌ من دلالة اللفظ ". وهذا الجارُّ على القول/ بكونها تبعيضيةً في محلِّ رفع صفةً لطائفة، وعلى القول بكونها بيانية يتعلَّق بمحذوف، و " لو " تقدم أنه يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكونَ على بابِها من كونها حرفاً لِما كان سيقع لوقوع غيره.

وقال أبو مسلم الأصبهاني: " وَدَّ بمعنى تمنى، فيستعمل معها " لو " و " أن " وربما جُمِع بينهما، فيقال: وَدِدْت أن لو فعلت، ومصدره الوَدادة، والاسم منه وُدٌّ، وبمعنى أحَبَّ فيتعدى تعدِّيَ أَحَب، والمصدر: المَوَدَّة، والاسم منه وَدّ، وقد يتداخلان في المصدر والاسم ". وقال الراغب: " إذا كان بمعنى " أَحَبَّ " لا يجوزُ إدخال " لو " فيه أبداً ". وقال الرماني: " إذا كان وَدَّ بمعنى تمنى صَلَح للحال والاستقبال، وتجوز " لو " ، وإذا كان بمعنى الماضي لم تجز " أَنْ " لأنْ " أَنْ " للاستقبال " وفيه نظر، لأنَّ " أنَّ " توصل بالماضي.