الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

قوله تعالى: { فَكَيْفَ إِذَا }: " كيف " منصوبةٌ بفعلٍ مضمرٍ تقديرُه: كيف يكونُ حالُهم؟ كذا قدَّره الحوفي، وهذا يَحْتمل أَنْ يكونَ الكونُ تاماً، فيجيء في " كيف " الوجهان المتقدِّمان في قوله:كَيْفَ تَكْفُرُونَ } [البقرة: 28] من التشبيه بالحال أو الظرف، وأن تكونَ الناقصةَ فتكونَ " كيف " خبرَها، وقَدَّر بعضُهم الفعلَ فقال: " كيف يَصْنعون " فـ " كيف " على ما تقدَّم من الوجهين، ويجوز أَنْ تكونَ " كيف " خبراً مقدَّماً، والمبتدأُ محذوفٌ، تقديرُه: فكيف حالُهم؟.

قوله: { إِذَا جَمَعْنَاهُمْ } ظرفٌ مَحْضٌ من غيرِ تضمينِ شرطٍ، والعاملُ فيه العاملُ في " كيف " إنْ قلنا إنَّها منصوبةٌ بفعلٍ مقدَّرٍ كما تقدَّم تقريرُه، وإنْ قلنا: إنَّها خبرٌ لمبتدأ مضمرٍ وهي منصوبَةٌ انتصابَ الظروفِ كانَ العاملُ في " إذا " الاستقرارَ العاملَ في " كيف " لأنها كالظرفِ. وإنْ قلنا: إنها اسمٌ غيرُ ظرفٍ، بل لمجردِ السؤالِ كان العاملُ فيها نفسَ المبتدأ الذي قَدَّرناه، أي: كيف حالُهم في وقت/ جَمْعِهم.

قوله: { لِيَوْمٍ } متعلِّقٌ بجمعناهم " أي: لقضاء يومٍ أو لجزاء يوم و { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } في صفةٌ للظرف.