قوله: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ }: مبتدأٌ، و " هم " مبتدأ ثانٍ، و " يؤْمِنون " خبرُه. والجملةُ خبرُ الأولِ و " به " متعلِّقٌ بـ " يُؤْمِنون ". وقد يُعَكِّر على الزمخشريِّ وغيرِه مِنْ أهل البيانِ حيث قالوا: التقديمُ يُفيد الاختصاصَ وهنا لا يتأتَّى ذلك، لأنهم لو خَصُّوا إيمانَهم بهذا الكتابِ فقط لَزِمَ كفرُهم بما عَداه، وهو عكسُ المرادِ، وقد أَبْدىٰ أهلُ البيانِ هذا في قوله:{ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } [الملك: 29] فقالوا: لو قَدَّم " به " لأَوْهَمَ الاختصاصَ بالإِيمان بالله وحدَه دونَ ملائكتِه وكتبِه ورسلِه واليومِ الآخر، وهذا بعينِه جارٍ هنا. والجوابُ: أنَّ الإِيمانَ بغيرهِ معلومٌ فانصَبَّ الغرضُ إلى الإِيمانِ بهذا.