الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ }

قوله: { خَآئِفاً }: الظاهرُ أنه خبرُ " أَصْبح " و " في المدينة " [متعلِّقٌ] به. ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً، والخبرُ " في المدينة ". ويَضْعُفُ تمامُ " أصبحَ " أي: دَخَل في الصباح.

قوله: { يَتَرَقَّبُ } يجوزُ أَنْ يكونَ خبراً ثانياً، وأَنْ يكونَ حالاً ثانيةً، وأن يكونَ بدلاً من الحالِ الأولى، أو الخبر الأول، أو حالاً من الضميرِ في " خائفاً " فتكونُ متداخلةً. ومفعولُ " يترقَّبُ " محذوفٌ، أي: يترقَّبُ المكروهَ، أو الفرَجَ، أو الخبر: هل وصل لفرعونَ أم لا؟

قوله: { فَإِذَا ٱلَّذِي } " إذا " فجائيةٌ. و " الذي " مبتدأ. وخبره: إمَّا " إذا " ، فـ " يَسْتَصْرِخُه " حالٌ، وإمَّا " يَسْتَصْرِخُه " فـ " إذا " فَضْلةٌ على بابها. و " بالأمس " معربٌ؛ لأنه متى دَخَلَتْ عليه أل أو أُضيفَ أُعْرِبَ، ومتى عَرِيَ منهما فحالُه معروفٌ: الحجازُ تَبْنيه، والتميميُّون يَمْنعونه الصرفَ كقولِه:
3591ـ لقد رَأَيْتُ عَجَباً مُذْ أَمْسا   
على أنَّه قد يُبْنَىٰ مع أل نُدوراً، كقوله:
3592ـ وإنِّي حُبِسْتُ اليومَ والأمسِ قبلَه     إلى الشمسِ حتى كادَتِ الشمسُ تَغْرُبُ
يُرْوَىٰ بكسر السين.

قوله: { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ } الضميرُ: قيل: للإِسرائيليِّ؛ لأنه كان سبباً في الفتنةِ الأولى. وقيل: للقبطيِّ.