الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ }

قوله: { بِمَآ أَنْعَمْتَ }: يجوزُ في الباءِ أن تكونَ قَسَماً، والجوابُ: لأَتُوْبَنَّ مقدراً. ويُفَسِّره " فَلَنْ أكونَ " ، وأَنْ تكونَ متعلقةً بمحذوفٍ، ومعناها السببيَّةُ. أي: اعْصِمْني بسببِ ما أَنْعَمْتَ به عليَّ، ويترتَّبُ عليه قولُه: " فلن أكونَ ظَهيراً ". و " ما " مصدريةٌ، أو بمعنىٰ الذي. والعائدُ محذوفٌ. وقوله: " فلن " نفيٌ على حقيقتِه. وزعمَ بعضُهم أنه دعاءٌ، وأنَّ " لن " واقعةٌ موقعَ " لا ". وأجاز قومٌ ذلك مُسْتَدِلِّينَ بهذه الآية، وبقولِ الشاعر:
3590ـ لَنْ تَزالُوا كذلِكُمْ ثُمَّ لا زِلْــ   ـــتَ لهمْ خالِداً خُلُوْدَ الجبالِ
وليس فيهما دلالةٌ لظهورِ النفيِ فيهما مِنْ غيرِ تقديرِ دعاءٍ، وإنْ كان في البيت أقوىٰ.