الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

قوله: { قُصِّيهِ }: أي: قُصِّي أثرَه أي: تَتَبَّعيه.

قوله: { فَبَصُرَتْ بِهِ } أي: أَبْصَرَتْه، وقرأ قتادةُ " بَصَرَتْ " بفتح الصاد. وعيسى بكسرِها. وتقدَّم معناه في طه.

قوله: { عَن جُنُبٍ } في موضعِ الحال: إمَّا مِنَ الفاعلِ أي: بَصُرَتْ به مُسْتَخْفِيَةً كائنةً عن جُنُبٍ، وإمَّا مِن المجرورِ، أي: بعيداً منها. وقرأ العامَّةُ " جُنُبٍ " بضمتين وهو صفةٌ لمحذوفٍ. أي: مِنْ مكان بعيد. وقال أبو عمرو ابن العلاء: " أي: عن شوق " ، وهي لغةُ جُذام يقولون: جَنِبْتُ إليك أي: اشْتَقْتُ. وقرأ قتادة والحسن والأعرج وزيد بن علي بفتح الجيمِ وسكونِ النونِ، وعن قتادةَ أيضاً بفتحهما. وعن الحسن " جُنْبِ " بالضم والسكونِ. وعن سالم " عن جانبٍ " وكلُّها بمعنى واحد. ومثلُه: الجَنَابُ والجَنابَة.

قوله: { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } جملةٌ حاليةٌ، ومتعلَّق الشعورِ محذوفٌ أي: أنها تَقُصُّه، أو أنه سيكونُ لهم عَدُوَّاً وحَزَناً.