الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

قوله: { إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ }: في اسمِ " إنَّ " وجهان، أظهرهما: أنه ضميرُ الشأن. و { أَنَا ٱللَّهُ } مبتدأ وخبرُه، و { ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } صفتان لله. والثاني: أنه ضميرٌ راجعٌ إلى ما دلَّ عليه ما قبله، يعني: أنَّ مُكَلِّمَكَ أنا، و " الله " بيانٌ لـ " أنا ". واللهُ العزيزُ الحكيمُ صفتان للبيانِ. قاله الزمخشري. قال الشيخ: " وإذا حُذِفَ الفاعلُ وبُنِيَ الفعلُ للمفعولِ فلا يجوزُ أَنْ يعودَ الضميرُ على ذلك/ المحذوفِ، إذ قد غُيِّرَ الفعلُ عن بنائِه له. وعُزِمَ على أَنْ لا يكونَ مُحَدَّثاً عنه، فَعَوْدُ الضميرِ إليه مِمَّا يُنافي ذلك؛ إذ يصيرُ مُعْتَنَىً به ".

قلت: وفيه نظرٌ؛ لأنَّه قد يُلْتَفَتُ إليه. وقد تقدَّم ذلك في قوله في البقرةفَمَنْ عُفِيَ لَهُ } [الآية: 178] ثم قال: " وأداءٌ إليه " قيل: أي: الذي عفا، وهو وليُّ الدمِ، على ما تقدَّم تحريره. ولَئِنْ سُلِّم ذلك فالزمخشريُّ لم يَقُلْ: إنه عائدٌ على ذلك الفاعلِ، إنما قال: راجعٌ إلى ما دَلَّ عليهِ ما قبلَه، يعني مِن السِّياقِ.

وقال أبو البقاء: " ويجوزُ أَنْ يكونَ ضميرَ " رَبّ " أي: إنَّ الرَّبَّ أنا الله، فيكون " أنا " فَصْلاً، أو توكيداً، أو خبراً إنَّ، واللهُ بدلٌ منه ".