الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

قوله: { لِيَسْكُنُواْ فِيهِ }: قيل: قد حُذِفَ من الأولِ ما أُثْبت نظيرُه في الثاني، ومن الثاني ما أُثبتْ نظيرهُ في الأولِ؛ إذ التقديرُ: جَعَلْنا الليلَ مُظْلماً/ لِيَسْكنوا فيه، والنهارَ مُبْصِراً ليَتَصَرَّفوا فيه. فحذف " مُظْلِماً " لدلالةِ " مُبْصِراً " ، و " لِيتصَرَّفوا " لدلالة " لَيَسْكُنُوا ". وقولُه " مُبْصِراً " كقولِه:آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً } [الإسراء: 12] وتقدَّمَ تحقيقه في الإِسراء. قال الزمخشري: " فإنْ قلتَ: ما للتقابلِ لم يُراعَ في قولِه: " لِيَسْكُنوا " و " مُبْصِراً " حيث كان أحدُهما علةَ والآخرُ حالاً؟ قلت: هو مُراعَى من حيث المعنىٰ، وهكذا النظمُ المطبوعُ غيرُ المتكلَّفِ ".