الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْس وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }

قوله: { مِنَ ٱلْجِنِّ }: وما بعَده بيانٌ لجنودِه، فيتعلَّق بمحذوفٍ. ويجوزُ أَنْ يكونَ هذا الجارُّ حالاً، فيتعلَّقُ بمحذوفٍ أيضاً.

قوله: { يُوزَعُونَ } أي: يُمْنَعون ويُكَفُّون. والوَزْعُ: الكَفُّ والحَبْسُ، يقال: وَزَعَه يَزَعُهُ فهو وازِعٌ ومَوْزُوْع، وقال عثمان رضي الله عنه: " ما يَزَعُ السلطانُ أكثرُ مِمَّا يَزَغُ القرآنُ " وعنه:/ " لا بُدَّ للقاضي مِنْ وَزَغَةٍ ".

وقال الشاعر:
3544ـ ومَن لم يَزَعْه لُبُّه وحَياؤُه     فليس له مِنْ شَيْبِ فَوْدَيْه وازِعُ
وقوله: { أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشكُرَ } بمعنى: أَلْهِمْني، من هذا؛ لأن تحقيقَه: اجعلني أَزَعُ نفسي عن الكفر.