الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ }

قوله: { وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ }: يجوزُ أَنْ تكونَ هذه الجملةُ معطوفةً على الجملةِ قبلَها. ويجوزُ أَنْ تكونَ حالاً مِنْ فاعلِ " جَحَدُوا " وهو أبلغُ في الذَّمِّ. واسْتَفْعل هنا بمعنىٰ تَفَعَّل نحو: اسْتَعظم واسْتَكْبر، بمعنىٰ: تَعَظَّم وتَكَبَّر.

قوله: { ظُلْماً وَعُلُوّاً } يجوزُ أَنْ يكونا في موضعِ الحالِ أي: ظالِمين عالِين، وأَنْ يكونا مفعولاً مِنْ أجلِهما أي: الحامِلُ على ذلك الظُّلْمُ والعُلُوُّ. وقرأ عبد الله وابن وثاب والأعمش وطلحة " وعِليَّاً " بكسر العينِ واللامِ، وقَلْبِ الواوِ ياءً. وقد تقدَّم تحقيقُه في " عِتيَّا " في مريم. ورُوي عن الأعمش وابن وثاب ضمُّ العين كما في " عِتيّا ". وقرىء و " غُلُوَّاً " بالغينِ مُعَجَمَةً، وهو قريبٌ من هذا المعنىٰ.

قوله: { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } " كيف " خبرٌ مقدمٌ " وعاقبةُ " اسمُها، والجملةُ في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافضِ؛ لأنها مُعَلِّقةٌ لـ " انْظُرْ " بمعنى تَفَكَّرْ.