الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ }

قوله: { فَكُبْكِبُواْ }: أي: أُلْقُوا، وقُلِبَ بعضُهم/ على بعض. قال الزمخشري: " الكَبْكَبَةُ تكريرُ الكَبِّ. جَعَلَ التكريرَ في اللفظِ دليلاً على التكريرِ في المعنىٰ ". وقال ابن عطية نحواً منه، قال: " وهو الصحيحُ لأنَّ تكريرَ الفعلِ بَيِّنٌ نحو: صَرَّ وصَرصَرَ " وهذا هو مذهب الزجاج. وفي مثل هذا البناءِ ثلاثةُ مذاهبَ، أحدها: هذا. والثاني: ـ وهو مذهبُ البصريين ـ أنَّ الحروفَ كلَّها أصولٌ. والثالث ـ وهو قول الكوفيين ـ أنَّ الثالثَ مُبْدَلٌِ من مثلِ الثاني، فأصل كَبْكَبَ: كَبَّبَ بثلاثِ باءات. ومثلُه: لَمْلَمَ وكَفْكَفَ. هذا إذا صَحَّ المعنى بسقوطِ الثالث. فأمَّا إذا لم يَصِحَّ المعنى بسقوطِه كانَتْ كلُّها أصولاً من غيرِ خلافٍ نحو: سِمسِم وخِمْخِم.

وواو " كُبْكِبوا " قيل: للأصنام؛ إجراءً لها مُجْرى العقلاءِ. وقيل: لعابديها.