الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ }

قوله: { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ }: فيه وجهان أحدُهما: أنه خبرٌ على سبيلِ التهكُّمِ أي: إن كانَ ثَمَّ نعمةُ فليسَتْ إلاَّ أنَّك جَعَلْتَ قومي عبيداً لك. وقيل: حرفُ الاستفهام محذوفٌ لفهمِ المعنىٰ أي: أو تلك وهذا مذهب الأخفش، وجَعَلَ مِنْ ذلك قولَ الشاعر:
3509ـ أفرحُ أَنْ أُرْزَأَ الكرامَ..........     ...........................
وقد تقدَّم هذا مشبعاً في سورة النساء عند قوله تعالى:وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } [الآية: 79] وفي غيرِه.

قوله: { أَنْ عَبَّدتَّ } فيه أوجهٌ، أحدُها: أنها في محلِّ رفعٍ عطفَ بيان لـ " تلك " ، كقوله:وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ } [الحجر: 66]. الثاني: أنها في محلِّ نصبٍ مفعولاً مِنْ أجلِه. والثالثَ: أنها بدلٌ من " نعمةٌ ". الرابع: أنها بدلٌ من " ها " في " تَمُنُّها ". الخامس: أنها مجرورةٌ بباءٍ مقدرةٍ أي: بأَن عَبَّدْت. السادس: أنها خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: هي. السابعُ: أنها منصوبةٌ بإضمار أعني. والجملة مِنْ " تَمُنُّها " صفةٌ لنعمة. و " تُمُنُّ " يتعدَّى بالباء فقيل: هي محذوفةٌ أي: تمُنُّ بها، وقيل: ضَمَّنَ " تَمُنُّ " معنى تَذْكُرُ.