الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }

قوله: { أَوْ يُلْقَىٰ }: " أو تكونُ " معطوفان على " أُنْزِلَ " لِما تقدَّم مِنْ كونِه بمعنى نُنَزِّل. ولا يجوزُ أَنْ يُعْطفا على " فيكونَ " المنصوبِ في الجواب، لأنهما مُنْدَرجان في التحضيض في حكم الواقعِ بعد " لولا ". وليس المعنىٰ على أنهما جوابٌ للتحضيضِ فيعطفا على جوابِه. وقرأ الأعمش وقتادةُ " أو يكونُ له " بالياء من تحتُ؛ لأن تأنيثَ الجنةِ مجازيٌّ.

قوله: { يَأْكُلُ مِنْهَا } الجملةُ في موضعِ الرفعِ صفةً لـ " جنةٌ ". وقرأ الأخَوان " نَأْكُلُ " بنون الجمعِ. والباقون بالياء من تحتُ أي: الرسول.

قوله: { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ } وَضَعَ الظاهرَ موضعَ المضمرِ، إذ الأصل: وقالوا. قال الزمخشري: " وأرادَ بالظالمين إياهم بأعيانهم ". قال الشيخ: " وقوله ليس تركيباً سائغاً، بل التركيبُ العربيُّ أَنْ يقولَ: أرادَهم بأعيانِهم ".