الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً }

قوله: { يُضَاعَفْ }: قرأ ابن عامر وأبو بكر برفع " يُضاعَفُ " و " يَخْلُدُ " على أحدِ وجهين: إمَّا الحالِ، وإمَّا على الاستئنافِ. والباقون بالجزمِ فيها، بدلاً من الجزاء بدلَ اشتمال. ومثلُه قولُه:
3500ـ متى تأتِنا تُلْمِمْ بنا في ديارِنا     تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وناراً تَأَجَّجا
فأبدلَ من الشرطِ كما أبدل هنا مِنَ الجزاءِ. وابنُ كثير وابنُ عامرٍ على ما تقدَّم لهما في البقرةِ من القَصْر والتضعيفِ في العين، ولم يذكرِ الشيخُ ابنَ عامرٍ مع ابنِ كثير، وذكرَه مع الجماعة في قراءتهم.

وقرأ أبو جعفر وشيبة " نُضَعِّفْ " بالنون مضمومة وتشديدِ العين، " العذابَ " نصباً على المفعول به. وطلحة " يُضاعِف " مبنياً للفاعل أي اللَّهُ، " العذابَ " نصباً. وطلحة بن سليمان و " تَخْلُدْ " بتاءِ الخطابِ على الالتفاتِ. وأبو حيوةَ " وُيخَلِّد " مشدداً مبنياً للمفعولِ. ورُوِي عن أبي عمروٍ كذلك، إلاَّ أنه بالتخفيف.

قوله: { مُهَاناً } حالٌ. وهو اسمُ مفعولٍ. مِنْ أَهانه يُهِيْنُه أي: أذلَّه وأَذاقه الهوان.