قوله: { سَآءَتْ }: يجوزُ أَنْ تكونَ بمعنى أَخْزَنَتْ فتكونَ متصرفةً، ناصبةً المفعولَ به، وهو هنا محذوفٌ أي: إنها أي: جهنَم أَحْزَنَتْ أصحابَها وداخليها. ومُسْتقراً: يجوزُ أن يكونَ تمييزاً، وأَنْ يكونَ حالاً. ويجوز أَنْ تكونَ " ساءَتْ " بمعنى بِئْسَتْ فتُعْطىٰ حكمَها. ويكونُ المخصوصُ محذوفاً. وفي ساءَتْ ضميرٌ مبهمٌ. و " مُسْتَقَراً " يتعيَّنُ أنْ يكونَ تمييزاً أي: ساءَتْ هي. فـ " هي " مخصوصٌ. وهو الرابطُ بين هذه الجملةِ وبين ما وَقَعَتْ خبراً عنه، وهو " إنَّها " ، وكذا قَدَّره الشيخ. وقال أبو البقاء: " ومُسْتَقَرَّاً تمييزٌ. وساءَتْ بمعنىٰ بِئْسَ ". فإن قيلَ: يَلْزَمُ من هذا إشكالٌ، وذلك أنه يَلْزَمُ تأنيثُ فعلِ الفاعلِ المذكَّرِ مِنْ غيرِ مُسَوِّغٍ لذلك، فإنَّ الفاعلَ في " ساءَتْ " على هذا يكون ضميراً عائداً على ما بعدَه، وهو " مُسْتقراً ومُقاماً " ، وهما مذكَّران فمِنْ أين جاء التأنيثُ؟ والجوابُ: أن المستقرَّ عبارةٌ عن جهنَّمَ فلِذلك جاز تأنيثُ فِعْلِه. ومثلُه قولُه: