الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً }

قوله: { إِذَا رَأَتْهُمْ }: هذه الجملةُ الشرطيةُ في موضعِ نصبٍ صفةً لـ " سَعيراً " لأنَّه مؤنَّثٌ.

قوله: { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } إنْ قيل: التغيُّظُ لا يُسْمع. فالجوابُ من ثلاثةِ أوجه، أحدُها: أنه على حَذْفِ مضافٍ أي: صوتَ تغيُّظِها. والثاني: أنه على حَذْفٍ تقديرُه: سَمِعوا وَرَأَوْا تغيُّظاً وزفيراً، فيرتفع كلُّ واحدٍ إلى ما يَليقُ به أي: رَأَوْا تغيُّظاً وسَمِعوا زَفيراً. والثالث: أَنْ يُضَمَّن " سمعوا " معنىً يَشْمَلُ الشيئين أي: أَدْرَكوا لها تغَيُّظاً وزفيراً. وهذان الوجهان الأخيران منقولان من قولِه:
3476ـ يا ليتَ زوجَك قد غَدا     متقلِّداً سيفاً ورُمْحاً
ومن قوله:
3477ـ فَعَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً     .......................
أي: ومُعْتَقِلاً رمحاً، وسَقَيْتُها ماءً، أو تضمِّنُ " مُتَقَلِّداً " معنى مُتَسَلِّحاً، و " عَلَفْتُها " معنى: أَطْعَمْتُها تِبْناً وماءً بارداً.