قوله: { وَٱلْقَوَاعِدُ }: جمع " قاعِد " من غيرِ تاءِ تأنيثٍ. ومعناه: القواعدُ عن النكاحِ، أو عن الحيضِ، أو عن الاستمتاعِ، أو عن الحَبَل، أو عن الجميع. ولولا تَخَصُّصُهُنَّ بذلك لوَجَبَتِ التاءُ نَحو: ضارِبة وقاعِدة من القعود المعروف. وقوله: { مِنَ ٱلنِّسَآءِ } وما بعدَه بيانٌ لهن و " القواعدُ " مبتدأٌ. و " من النساء " حالٌ و " اللاتي " صفةٌ للقواعد لا للنساء. وقوله: { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ } الجملةُ خبرُ المبتدأ، وإنما دَخَلَتْ لأَنْ المبتدأَ موصوفٌ بموصول، لو كان ذلك الموصولُ مبتدأً لجاز دخولُها في خبرِه، ولذلك مَنَعْتُ أَنْ تكونَ " اللاتي " صفةً للنساء؛ إذ لا يبقى مسوِّغٌ لدخولِ الفاءِ في خبر المبتدأ. وقال أبو البقاء: " ودَخَلَتْ الفاءُ لِما في المبتدأ من معنى الشرطِ؛ لأنَّ الألفَ واللامَ بمعنى الذي ". وهذا مذهب الأخفش، وتقدم تحقيقُه في المائدة. ولكن هنا ما يُغْني عن ذلك: وهو ما ذَكَرْتُه من وصفِ المبتدأ بالموصولِ المذكورِ. و { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتِ } حالٌ مِنْ " عليهنَّ ". والتبرُّجُ: الظهورُ، مِن البُرْج: وهو البناءُ الظاهرُ. و " بزينةٍ " متعلقٌ به. قوله: { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ } مبتدأٌ بتأويل: استعفافُهن، و " خيرٌ " خبرُه.