الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ }

قوله: { لِيَحْكُمَ }: أفردَ الضميرَ وقد تقدَّمه اسمان وهما: اللهُ ورسوله، فهو كقولِه تعالىٰ:وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } [التوبة: 62] [لأنَّ] حكمَ رسولِه هو حكمُه. قال الزمخشري: " كقولك: " أعجبني زيدٌ وكَرَمَهُ " أي: كرمُ زيدٍ/ ومنه:
3458ـ ومَنْهَلٍ من الفَلا في أوسَطِهْ     غَلَسْتُه قبل القَطا وفُرَّطِهْ
أي: قبل فُرَّط القَطا، يعني قبل تقدُّمِ القطا.

وقرأ أبو جعفرٍ " ليُحْكَمَ بينَهم " هنا والتي بعدَها مبنياً للمفعولِ، والظرفُ قائمٌ مقامَ الفاعل.

قوله: { إِذَا فَرِيقٌ } " إذا " هي الفجائيةُ. وقد تقدَّم تحقيقُ القولِ فيها. وهي جوابُ " إذا " الشرطيةِ أولاً. وهذا أحدُ الأدلةِ على مَنْعِ أن يَعْمَلَ في " إذا " الشرطيةِ جوابُها؛ فإنَّ ما بعدَ الفجائيةِ لا يَعْمَلُ فيما قبلها، كذا ذكره الشيخ، وقد تقدَّم تحريرُ هذا، وجوابُ الجمهور عنه.