الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله: { وَلاَ يَأْتَلِ }: يجوزُ أَنْ يكونَ يَفْتَعِلُ مِن الأَلِيَّة وهي الحَلْف كقوله:
3437ـ.....................     ..... وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
ونَصَرَ الزمخشري هذا بقراءة الحسن " ولا يَتَأَلَّ " من الأَلِيَّة كقوله: " مَنْ تألَّ على اللهِ يُكَذِّبْه ". ويجوزَ أَنْ يكونَ يَفْتَعِلُ مِنْ أَلَوْتُ أي قَصَّرْتُ كقوله تعالى:لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } [آل عمران: 118] قال:
3438ـ وما المرءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه     بمُدْرِكِ أَطْراف الخُطوب ولا آلِ
وقال أبو البقاء: وقُرِىء " ولا يَتَأَلَّ " على يَتَفَعَّل وهو من الأَلِيَّة أيضاً ".

قلت: ومنه:
3439ـ تَأَلَّى ابنُ أَوْسٍ حَلْفَةً لِيَرُدَّني     إلى نِسْوةٍ كأنَّهنَّ مَفائِدُ
قوله: { أَن يُؤْتُوۤاْ } هو على إسقاطِ الجارِّ، وتقديرُه على القول الأولِ، ولا يَأْتَلِ أُولوو الفَضْلِ على أَنْ لا يُحِسنوا. وعلى الثاني: ولا يُقَصِّر أُولو الفَضْل في أَنْ يُحِسنوا. وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن قطيب " تُؤْتُوا " بتاء الخطاب. وهو التفاتُ موافِقٌ لقولِه: " ألا تُحِبون ". وقرأ الحسن وسفيان بن الحسين: وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفَحُوا، بالخطاب، وهو موافِقٌ لِما بعده.