الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ }

قوله: { ومِنَ ٱلنَّاسِ }: جعل ابنُ عطية هذه الواوَ للحال فقال: " وكأنه يقولُ: هذه الأمثالُ في غاية الوضوحِ، ومن الناس مع ذلك مَنْ يجادِلُ، فكأن الواوَ واوُ الحال، والآية المتقدمةُ الواوُ فيها واوُ عطف ". قال الشيخ: " ولا يُتَخَيَّلُ أنَّ الواوَ في { ومِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ } واوُ حال، وعلى تقديرِ الجملة التي قَدَّرها قبله لو كان مُصَرَّحاً بها فلا تتقدر بـ " إذ " ، فلا تكونُ للحالِ وإنما هي للعطف ". قلت: ومَنْعُه مِنْ تقديرها بـ " إذ " فيه نظرٌ، إذ لو قُدِّر لم يلزَمْ/ منه محذورٌ.

قوله: { بِغَيْرِ عِلْمٍ } يجوز أن يتعلَق بـ " يُجادِلُ " ، وأَنْ يتعلَّق بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ مِنْ فاعل " يجادل " أي: يجادِلُ ملتبساً بغير عِلْمٍ أي: جاهلاً.