الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ }

قوله: { ثُمَّ لْيَقْضُواْ }: العامَّةُ على كسرِ اللامِ وهي لامُ الأمرِ. وقرأ نافع والكوفيون والبزي بسكونِها إجراءً للمنفصلِ مُجْرى المتصل نحو " كَتْف " وهو نظيرُ تسكينِ هاء " هو " بعد " ثُمَّ " في قراءةِ الكسائي وقالون حيث أُجْرِيَتْ " ثُمَّ " مُجْرَىٰ الواو والفاء.

والتَّفَثُ قيل: أصلُه مِنْ التَّفِّ وهو وَسَخُ الأظفارِ، قُلِبَت الفاءُ ثاءً كـ مُغْثُور في مُغْفُور. وقيل: هو الوسخُ والقَذَرُ يقال: ما تَفَثُكَ؟ وحكى قطرب: تَفِثَ الرجلُ أي: كَثُرَ وسخُه في سَفَره. ومعنى " ليقْضُوا تَفَثَهم ": ليصنعوا ما يصنعه المُحْرِمُ مِنْ إزالةِ شعرٍ وشَعْثٍ ونحوِهما عند حِلِّه، وفي ضمن هذا قضاءُ جميعِ المناسك، إذ لا يُفعل هذا إلاَّ بعد فِعْل المناسِك كلِّها.

قوله: { وَلْيُوفُواْ } قرأ أبو بكر " وليُوَفُّوا " بالتشديد. والباقون بالتخفيف. وقد تقدم في البقرة أن فيه ثلاث لغاتٍ: وَفَى ووفَّى وأَوْفَىٰ. وقرأ بن ذكوان " ولِيُوْفوا " بكسر اللام، والباقون بسكونها، وكذلك هذا الخلاف جارٍ في قوله: { وَلْيَطَّوَّفُواْ }.