وسُمِّي الصِّهْرُ صِهْراً لامتزاجِه بأصهاره تخيُّلاً لشدةِ المخالطة. وقرأ الحسن في آخرين " يُصَهَّرُ " بفتحِ الصادِ وتشديدِ الهاء مبالغةً وتكثيراً لذلك. قوله: { وَٱلْجُلُودُ } فيه وجهان، أظهرُهما: عَطْفُه على " ما " الموصولة أي: يُذابُ الذي في بطونِهم من الأمعاءِ، وتُذاب أيضاً الجلودُ أي: يُذاب ظاهرُهم وباطنُهم,. والثاني: أنه مرفوعٌ بفعلٍ مقدَّرٍ أي: وتُحْرَقُ الجلودُ. قالوا: لأن الجلدَ لا يُذابُ، إنما يَنْقَبِضُ وينكمشُ إذا صَلِي النارَ وهو في التقدير كقوله:
3378ـ عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً
........................
[وقوله].
3379ـ.........................
وزَجَّجْنَ الحواجــبَ والعيونـــا
[وقولِه تعالىٰ]:{ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ } [الحشر: 9]. فإنه على تقديرِ: وسَقَيْتُها ماءً، وكَحَّلُنَ العُيونا، واعتقدوا الإِيمانَ.